اولاً: مفهوم استراتيجية التعلم من أجل الإتقان:
يعد التعلم من أجل الإتقان من المفاهيم الحديثة نسبياُ في مجال التربية, وقد ظهر خلال القرن العشرين مع كتابات عدد من المربين من أمثال ديوي وغيره, وهو يعني نوعا من أنواع التعلم الإنساني الذي نحاول فيه تأكيد إتقان المتعلم لمجموعه محددة من الأهداف السلوكية.
ويقصد بالتعلم من أجل الإتقان: تزويد المتعلم بوحدات تعليمية ذات تنظيم جيد، ولها أهداف محددة مسبقا، ولا يسمح للمتعلم بالانتقال من وحدة تعليمية إلى أخري تالية إلا بعد أن يصل إلى مستوى الاتقان المطلوب، وإذا لم يتمكن المتعلم من الوصول إلى المستوى المطلوب تعد له مادة أو مواد علاجية تساعده في الوصول إلى هذا المستوى من التمكن.
كما يعرف ” أندرسون” و ” بلوك ” التعلم للإتقان بأنـه: [مجموعه من الافكار والممارسات التعليمية المتعددة، ومجموعة من إجراءات التعليم والتقويم، تهدف إلى تحسين التعليم المقدم للطلبة حتى يصلوا جميعهم، أو معظمهم، إلى مستوى إتقان المادة التعليمية، كما يشير ان إلى أن التعلم للإتقان يتطلب وجود وحدات تعليمية صغيرة، منظمة تنظيما متتابعاً، وبأهداف محددة، ومستويات متعـددة الأداء، وتدريس مبدئي جماعي، واختبارات تكوينية وتجميعية، وتصحيحات للتعلم فردية أو جماعية]. (توفيق أحمد مرعي ،414،1998).
ثانياً: مميزات وعيوب استراتيجية التعلم للإتقان.
مميزاتها: | سلبياتها: |
الطلاب يتعلمون أكثر ويحصلون على نتائج جيدة في الاختبارات. توفير بيئة جيدة للتعليم. توفر متعة للطلاب والمعلمين. تشخيص بعض المشكلات التي يعاني منها الطلاب أثناء دراستهم من خلال الاختبارات التشكيلية، ثم المساهمة في حل هذه المشكلات. تعمل على تغيير عملية التعليم والتعلم بحيث يصبح التعلم تعاونياً أكثر منه تنافسياً، ويصبح المعلمون رواداً للتعليم وميسرين للتعلم وليس فقط ملقنين للتعليم. اتقان الطلاب لأي موضوع شرط أساسي للانتقال للموضوع التالي. يتطلب من المعلمين القيام بتحليل المادة وبالتالي يصبحوا أكثر استعدادا للتدريس. الخروج من دوامة الفشل خاصة بالنسبة للطلاب المحرومين. | هناك مواضيع لا تتقن إلا من خلال مدة طويلة وليس بشكل سريع مثل القراءة، والتي يعقيها قلة وقت التعلم. هذه الطريقة تكون ملائمة أكثر لبعض الطلاب قليلي القدرة كمجموعة. منع بعض الطلاب ذوي القدرات العالية من التقدم بما يتوافق مع قدراتهم وعليهم الانتظار بدلا من التقدم إلى مستويات أعلى من الإنجاز. كثرة الاختبارات لكل وحدة. يجب توفير مواد متعددة ومتنوعة للتعليم وأنشطة مختلفة ” تكلفة مادية “. |
التغلب على عيوب استراتيجية التعلم للإتقان:
يمكن التغلب على العيوب السابقة لاستراتيجية التعلم للإتقان عن طريق ما يلي:
- تحديد الأهداف التعليمية من خلال المناهج الدراسية وتقسيم المحتوى إلى وحدات أصغر يمكن بالتالي أن يحدد لكل وحدة دراسية أهدافها التعليمية.
- تقديم نماذج الأنشطة الإثرائية ومقترحات للمعالجات التصحيحية التي يمكن أن يزود بها المعلمين طلابهم في مدارسهم.
- عقد البرامج والدورات التدريبية وصياغة النشرات التربوية التي تشرح استراتيجية التعلم للإتقان ويمكن تقديم نماذج للتدريس بواسطة التعلم للإتقان في الميدان.
- تنظيم جداول الحصص الأسبوعية في المدارس والتنسيق بين حصص المواد الدراسية داخل الصف وحصص الأنشطة الإثرائية من خلال مركز مصادر التعلم. فضلاً عن أن دافعية الطالب ومثابرته يمكن بواسطتها أن تزيد من سرعته في التعلم. (فاضل خليل ،8،2002)
ثالثاَ: خطوات تنفيذ استراتيجية التعلم للإتقان:

الخطوة الأولى: تحديد معدل الإتقان:
1- تحديد مقدار ما يتوقع من الطلاب أن يتعلموه من المنهج.
2- إعداد اختبار أداء قبلي (تشخيصي) لجميع الطلاب للتعـرف علـى مستوياتهم.
3- تقسيم المنهج إلى وحدات تعليمية تغطي الوحدة أسبوعين وتحدد الأهداف التي تتحقق من خلال تدريس كل وحدة.
الخطوة الثانية: التخطيط للتعليم للإتقان:
لكي يتقن الطالب أهداف كل وحدة يخطط المعلم للإتقان واضعا في الاعتبار ما يلي:
1) التخطيط لعرض موضوع كل وحدة، وكيف يجذب اهتمام الطلاب لها.
2) تطوير خطوات التغذية الراجعة التي تسـتخدم فـي الوحـدات التعليميـة وتشخيص الصعوبات عن طريق الاختبارات في كل وحدة والتـي تمد المعلم ببيانات عن طبيعة تعديل تعلم الطلاب، ويستطيع أن يحدد درجة الإتقـان في هذه الاختبارات في حدود (٨٠ %ـ٩٠ %)
3) تطوير مجموعة من البدائل التصحيحية لكل جزئية في الاختبـار، وهذه التصحيحات تكون مصممة لقياس كل بند، ويراعي المعلم تنوع البـدائل التعليمية (الكتاب المدرسي، الواجبات، الوسائل السمعية والبصرية) وذلك عند مواجهة الصعوبات في تعلم المادة.
الخطوة الثالثة: التعلم للإتقان في التدريس:
1) يمكن للمعلم أن يقضي بعض الوقت قبل بدء التدريس لتحفيـز الطـلاب وتعريفهم بمقدار ما يتوقع منهم أن يتعلموه، كما يعرفهم بأسـلوب الـتعلم الـذي يتبعـوه والمستوى المراد وصولهم إليه في تعلمهم.
2) ثم يشرح المعلم الوحدة الأولى بالطريقة التقليدية (التدريس الجماعي) ثم ينتقل إلى توضيح الأخطاء وعلاجها التي كشفت عنها الاختبارات البنائية، ويحدد مستويات الطلاب الذين أتقنوا والذين لم يتقنوا.
3) يتيح المعلم للتلاميذ المتقنين الفرص فـي ممارسة أنشطة إضـافية أو الاشتراك في مساعدة الطلاب غير المتقنين، وبعد أن ينتهي المعلم مـن التغذية الراجعة التصحيحية يبدأ في الوحدة الثانية، والثالثة وهكذا.
4) يمكن للمعلم تشخيص صعوبات التعلم بالاعتماد علـى التصـحيح الـذاتي للمتعلمين أو القيام بنفسه بهذه العملية.
5) يراعي المعلم زيادة الوقت المتاح والمحدد خصوصا في الوحدات الأولـى عن الوحدات الأخيرة حيث يساعد الوقت المتاح في بداية التدريس فـي وصول الطلاب لمستوى الإتقان بشكل واضح ومؤثر كما تقدمت خطـوات المنهج.
الخطوة الرابعة: تحديد درجة الإتقان:
يمكن للمعلم في نهاية تدريس الوحدات جميعها أن يطبق اختبارات تجميعية لجميع الطلاب، ويحدد مستوى إتقانهم، ويمكن أن يساعد هذا النوع من الاختبـارات في إثارة التنافس لدى كل تلميذ مع نفسه ومع المادة التي سوف يتعلمها. (مصطفى عبد الله ،52،53،1994).
وفي ضوء ما سبق يمكن اختصار هذه الخطوات الأربع في خطوتين رئيستين هما:
1- الإعداد المسبق لاستراتيجية التعلم من أجل الإتقان:
والتي أطلق عليها “بلوك”: الظروف القبلية للتعلم: في هـذه الخطوة يتم التعريف بالمقصود من الإتقان لكل الطلاب، والدرجـة المحـددة التي يجب أن يصل إليها كل منهم كي يعد متقنا لما طلب منه تعلمه، وتنظـيم الدرجات ضمن تقديرات هي: ضعيف، ومقبول، وجيـد، وجيـدجـدا، وممتاز (A,B,C,D,F ) ودرجة الإتقان هي ممتاز (A) يعتمد تحديـد هـذه التقديرات على مستويات الطلاب ، والمدى التعليمي الذي يجب أن يبلغوه .
ويتم في هذه الخطوة أيضا إعداد الاختبارات النهائية التي ستستخدم في قيـاس التعلم وتقسيم المحتوى وإجراءات توجيه الطلاب والتغذية الراجعـة والبدائل التصحيحية كما سبق.
2- الإجراءات العملية للتعلم من أجل الإتقان:
وفيها يتم تهيئة الطلاب وتحفيزهم وتحديد أدوارهم، ويبـدأ المعلـم التـدريس للمجموعة مبتدئا بالوحدة الأولى، وعند انتهاء تدريس هذه الوحدة يقيس المعلم مدى تعلم كل منهم مستخدما في ذلك الاختبارات التشخيصية، ويقوم كل طالب في العادة بتصحيح اختباره، وتحديد درجته. في ضوء هـذه العملية يـتم التعرف على الطلاب الذين أتقنوا التعلم المطلوب والطلاب الذين لم يتقنوه بعد. ويسمح لمن أتقن منهم بالمشاركة في أنشطة متقدمة تعزز الـتعلم السـابق، ويحدد المعلم الوقت الذي سيتم فيه الانتقال إلى تعلم الوحدة الثانية، آملا أن يقوم كل تلميذ لم يتقن بعد تعلم الوحدة الأولى إلى الإسراع فـي الـتعلم. وهكذا تستمر العملية إلى الوحدة الثانية والثالثة
رابعاً: التطبيق العملي للتعلم من أجل الإتقان:
وفيها يتم تهيئة الطلاب وحفزهم وتحديد أدوارهم، ويبدأ المعلم التدريس للمجموعة مبتدئاً بالوحدة الأولى، وعند انتهاء تدريس هذه الوحدة يقيس المعلم مدى تعلم كل منهم مستخدماً في ذلك الاختبارات التشخيصية، وفقاً لما يلي:

المراجع:
* الخليفة، مطاوع. حسن، ضياء. (2022م). إستراتيجيات التدريس الفعال. الطبعة الثانية. الدمام. مكتبة المتنبي.
* مرعي و توفيق أحمد ،محمد محمود الحيلة ( ١٩٩٨م) : تفريد التعليم ،الطبعة الأولى ،عمّان :دار الفكر .
* إبراهيم ، فاضل خليل (2002م):”استراتيجية التعلم من أجل التمكن” ، رسالة التربية ، العدد الأول ، مسقط : وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان .