استراتيجية التغير المفاهيمي (نموذج التغيير المفاهيمي ، بوسنر، 1982)
التغير المفاهيمي تعتبر من نماذج واستراتيجيات النظرية البنائية التي اهتمت بالتدريس، حيث يعد المنحى البنائي أحدث ما عرف من مناحي التدريس ، إذ تحول التركيز من العوامل الخارجية التي تؤثر في تعلم الطالب مثل متغيرات المعلم والمدرسة والمنهج والأقران وغير ذلك من هذهـ العوامل، ليتجه هذا التركيز على العوامل الداخلية التي تؤثر في هذا التعلم، أي أن التركيز ينصب على ما يجري داخل عقل المتعلم حينما يتعرض للمواقف التعليمية: مثل معرفته السابقة وما يوجد من فهم ساذج سابق للمفاهيم، وعلى قدرته على التذكر، وقدرته على معالجة المعلومات، ودافعيته للتعلم، وأنماط تفكيرهـ، وكل ما يجعل التعلم لديه ذا معنى. وترتكز البنائية على التسليم بأن كل ما يبنى بواسطة المتعلم يصبح ذا معنى له، مما يدفعه لتكوين منظور خاص به عن التعلم وذلك من خلال المنظومات والخبرات الفردية. فالبنائية ترتكز على إعداد المتعلم لحل مشكلات في ظل مواقف أو سياقات غامضة. (حمدان، 1439هـ)
وتعد استراتيجية التغير المفاهيمي من نماذج التدريس التي أثبتت التجارب الميدانية صلاحيتها وفاعليتها في تحسين مستوى تعلم الطلبة من كافة المستويات العمرية واكتسابهم للمعلومات العلمية فيي بلدان كثيرة.
التغير المفاهيمي أنموذجاً :
قدَّم بوسنر وزملاؤهـ أنموذجاً تعليمياً بنائياً في العام 1982م في جامعة كورنيل بأمريكا عُرف بأنموذج التغيير المفهومي، ويستهدف هذا الأنموذج إلى استبدال الأفكار والتصورات البديلة (الخطأ) لدى المتعلم بأخرى سليمة ودقيقة علمياً. (الساعدي، 1441هـ)
ويتلخص نموذج التغير المفاهيمي في استبدال التصور البديل بتصور علمي صحيح، وذلك من خلال مرحلتين:
المرحلة الأولى: يتم الكشف عن التصورات البديلة (الخطأ) لدى الفرد .
المرحلة الثانية: يتم استخدام استراتيجية مناسبة لتقديم التصور الصحيح عن طريق تنمية قدرة المتعلم على تمييز التصور الجديد بشكل واضح، وتحقيق عملية المواءمة بين التصور الجديد والأفكار القائمة بالفعل في شبكة الفرد المعلوماتية .
تعريف استراتيجية التغير المفاهيمي :
هي طريقة تعليمية تهدف إلى تعديل المفاهيم الخاطئة او غير المكتملة التي قد يحملها المتعلمون حول موضوع معين، واستبدالها بمفاهيم علمية صحيحة ومدروسة
أهمية استراتيجية التغير المفاهيمي :
- تعتبر هذهـ الاستراتيجية مهمة لأن الطلاب غالباً ما يأتون إلى الفصول الدراسية بمفاهيم سابقة تكون غير دقيقة أو مبنية على تجارب حياتية أو معرفة شعبية، مما قد يعيق تعلمهم للمفاهيم العلمية الصحيحة .
- هذهـ الاستراتيجية تعتبر مفيدة في جميع التخصصات وخاصة في تعليم العلوم والرياضيات حيث يمكن أن تكون بعض المفاهيم معقدة وتحتاج إلى استراتيجيات تدريس فعالة لتجنب الفهم الخاطئ .
مبادئ استراتيجية التغير المفاهيمي :
- المعرفة المسبقة للمتعلم
- تحديد المفاهيم الخاطئة
- تحديد المفاهيم الحديثة
- تقديم الأدلة الداعمة
- إعادة البناء والتعلم النشط
- الربط بالتجربة العملية
فوائد استراتيجية التغير المفاهيمي :
- تعزيز الفهم العميق : تساعد هذهـ الاستراتيجية في التخلص من الفهم السطحي للمفاهيم وتحقيق فهم أعمق وأكثر دقة .
- تحفيز الطلاب على التعلم النشط : من خلال تحدي المفاهيم القديمة وتقديم مفاهيم جديدة، يصبح الطلاب أكثر نشاطاً وتفاعلاً مع المادة التعليمية .
- تعزيز التفكير النقدي: تقوي مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات لدى الطلاب .
يستلزم حدوث التغير المفاهيمي أربعة شروط :
- عدم رضا الطالب عن مفاهيمه الخاطئة التي لم تستطع تفسير الظاهرة التي يتعامل معها
- يكون المفهوم الجديد واضحاً ومقنعاً
- يبدو المفهوم الجديد معقولاً ومقبولاً
- يبدوا المفهوم الجديد مثمراً للمتعلم، فالمفهوم الجديد يجب أن يقنع المتعلم بتفوقه على المفهوم القديم
دور المعلم في تطبيق استراتيجية التغير المفاهيمي :
- ينظم الموضوعات والمفاهيم التي تثير التناقض لدى المتعلمين
- ينظم التدريس، بحيث يخصص جزءاً كبيراً من الوقت لتشخيص أخطاء التفكير لدى المتعلمين
- يطور استراتيجيات لمعالجة الفهم الخطأ لدى المتعلمين، بالبدء بالتشكيك في المكتسبات غير الصحيحة، والبرهنة على ذلك عن طريق: التجريب والمناقشة والحوار
- يساعد المتعلم على استيعاب المحتوى العلمي، عن طريق عرضه بأشكال مختلفة ، منها التوضيح اللفظي والعرض الصوري والبيان العملي والتجريب المعملي
- يعد برامج تقويم مناسبة لمساعدة المتعلم على التأكد من حدوث تصويب الفهم الخطأ
أمثلة على استراتيجية التغير المفاهيمي :
- في العلوم
الطلاب قد يعتقدون أن الشمس تتحرك حول الأرض، بينما الحقيقة هي أن الأرض التي تدور حول الشمس. من خلال تقديم نموذج للنظام الشمسي أو محاكاة تجربة توضح حركة الكواكب يتم تعديل المفهوم
- في الرياضيات
قد يعتقد الطلاب أن العمليات الحسابية تتبع ترتيباً معيناً بشكل دائم، مثل أن الجمع يأتي دائماً قبل الطرح، لكن من خلال تقديم مشكلات رياضية معقدة يمكن تصحيح هذا الفهم
