استراتيجية التفكير خارج الصندوق:
شهد العالم اليوم تغييرات سريعة وتطورات كثيرة متلاحقة في شتي المجالات خاصة في مجالي التعليم والتكنولوجيا) لما لهما من اهمية كبيرة في شتي نواحي الحياة، وكذلك باعتبارهما الاستثمار الحقيقي للطاقات البشرية مما ادي: 1 ذلك الى تضخم حجم المعلومات والمعارف وتعدد مصادرها التي يصعب على الطلاب الالمام بها بالحفظ والتلقين.
ولمواكبة هذه التطورات لابد من التركيز على عقول الطلاب واكسابهم القدرة على النقد، والاستنتاج والابداع! وغيرها من مهارات التفكير العليا التي تهتم بالانتقال من الذاكرة الى ثقافة التفكير ان تعليم التفكير وتوجيهه هدف! اساسي لا يحتمل التأجيل، بل يجب ان يكون في صدارة أهدافنا التربوية لأي مادة دراسية، فهو وثيق الصلة بكافة، المواد الدراسية وما يصاحبها من طرق تدريس ونشاط ووسائل تعليمية وعمليات تقويمية.
والتفكير عنصراً مهما في العملية التربوية، ويعتبر أسمى أهداف التربية؛ لأن الفرد الذي يفكر يكون قادراً على مواجهة مواقف مختلفة في جميع مجالات الحياة، ويكون الأقدر على الإبداع والإنتاج ومواكبة التطورات الحديثة ومساهما في تنمية المجتمع وتطوره.
مفهوم التفكير خارج الصندوق:
يرجع هذا النمط من التفكير إلى المفكر المعروف إدوارد دي بونو (Edward De Bono) اعتمد في تطويره لهذا النوع من التفكير على فهم الآلية التي يعمل بها الـ الدماغ من الناحية العلمية، وقد سماه كذلك ليميزه عن نوع آخر من التفكير اسماء التفكير العمودي (التفكير المنطقي الذي ينسب أساساً إلى) المنطق أو ما يألفه الإنسان ويعتاد عليه.
أما التفكير خارج الصندوق فهو البحث عن حلول للمشكلات بطرق غير تقليدية أو غير منطقية بشكل واضح فالتفكير خارج. الصندوق هو أحد المهارات الذهنية المتميزة في التفكير والتي بمقتضاها يمكن الوصول إلى نتائج أو حلول جديدة وغير متوقعة للمشكلات الإنسان، وهي مهارة لأنه يمكن اكتسابها عن طريق التدريب والمران، ويعتمد التفكير خارج الصندوق على تجاوز الطريقة التقليدية في التفكير والنظر للظاهرة محل البحث من زاوية جديدة؛ تكون في الغالب زاوية قريبة ومباشرة.
وقد عبر دي يونو عن التفكير خارج الصندوق بأنه الطريقة التي تنظر بها إلى الأشياء، أو الموضوعات من زوايا مختلفة متنوعة حتى تفصل بين مايور في الذهن طوال الوقت، وبين التفكير الهادف والذي هو المحور الأساسي للتفكير الجانبي أو الإبداع الجاد.
وقد اعتمد دي بونو في تطويره للتفكير الجانبي على فهم الآلية التي يعمل بها الدماغ البشرى استنادا إلى علم الأعصاب، حيث ينظم الدماغ المعلومات على شكل أنماط على سطح الذاكرة، وعلى الرغم من فاعلية الدماغ في تشكيل الأنماط إلا أنها تؤثر سلبا عليه وتجعله أسيرا لها، مما يعوق عملية الابداع، ولذلك حاول دي بونو وضع مجموعة من الاستراتيجيات من شأنها الخروج بالفرد من سيطرة الأنماط.
التفكير خارج الصندوق من وجهة بعض التربويين:
وقد عرفه (الكبيسي، 2008) بانه نمط من أنماط التفكير يعتمد على ابتكار أكبر عدد من الحلول والبدائل لمشكلة أو.. أقف الحياتية، وهو تفكير يتميز بالبحث والانطلاق بحرية في اتجاهات متعددة، ويركز على توليد الطرق الجديدة موقف من المواد ا لرؤية الأشياء.
بينما يتفق كل من إيمان عبد الكريم (467)، و(مهدي عواد (۲۰۱۷) على أن التفكير خارج الصندوق هو تفكير يسعى إلى تغيير الافكار والمفاهيم والمدركات لتوليد مفاهيم ومدركات جديدة قابلة للتطبيق في المجالات الـ التي تحتاج إلى تقوم بها مالم يمكن أن تتم بشكل أوتوماتيكي وروتيني.
كما يتفق كل من على محمد (2012) و (Madhavaiah & Raghu, 2016) على أنه تفكير يجعل المتعلم يفكر خارج حدود التفكير التقليدي ويواجه المشكلات بأفكار أفضل للحصول على نتائج فورية، ويصمم طرق لحل المشكلات الرياضية ويطور أفكار جديدة ويسعى إلى تغيير الأفكار والمفاهيم والمدركات لتوليد مفاهيم ومدركات جديدة قابلة للتطبيق.
ویری (سید محمد، ۲۰۱۷) التفكير خارج الصندوق بانه شكل من أشكال التفكير الجانبي، والخروج عن المألوف في التفكير، والخروج من نمطية التفكير، والبحث عن طرق أخرى غير اعتيادية للوصول الخيارات متعددة وحلول مقترحة كثيرة للمشكلات الرياضية التي تواجه التلاميذ عند دراستهم.
ما الفرق بين التفكير خارج الصندوق وغيره من أنواع التفكير!
التفكير الإبداعي يعني التفكير خارج الصندوق، وغالبا ما يتضمن الإبداع:
التفكير الجانبي، وهو القدرة على إدراك الأنماط غير الواضحة، وقد يعني التفكير الإبداعي ابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام وحل المشكلات ومواجهة التحديات وهذا ما يشير اليه مفهوم التفكير خارج الصندوق.
إذا نستنتج أن التفكير خارج الصندوق يسير موازي للتفكير الإبداعي والتفكير الجانبي، بل أن الاخيران يعتمدان على التفكير خارج الصندوق والتفكير الجانبي هو مسمى آخر للتفكير خارج الصندوق.
أسس التفكير خارج الصندوق:
- القيود التي يفرضها التفكير العمودي كمنهج لتوليد أفكار جديدة.
- إعادة هيكلة الأنماط الموجودة واضافة معلومات ومعارف جديدة
- الاستفادة من العمليات الجانبية في توليد الأفكار الجديدة.
- انتاج أفكار بسيطة قيمة وفعالة
المبادئ الاساسية للتفكير خارج الصندوق:
أشار محمود (۲۰۰۹) إلى أن هناك مجموعة من المبادئ التفكير الجانبي لا ينفصل أي مبدأ منها عن الأخرى، وهي كما يلي:
- التعرف على الأفكار المتسلطة والتي تستقطب بقية الأفكار وتخضعها لحل المشكلة.
- البحث عن عدة اختيارات ادراكية بديلة عن الرؤية الأحادية التي تحدد في المبدأ الأول الهروب من قبضة المنطق الحديدية المسيطرة على عمليات التفكير؛ لأن المنطق لا يأتي بأفكار جديدة.
- استخدام الصدفة أي إدخال عنصر من العشوائية والمفاجأة لتجديد الأفكار.
أهداف التفكير خارج الصندوق:
يهدف التفكير خارج الصندوق إلى: (مروة حسين، 2015)
- التدريب على الحل الإبداعي المشكلات.
- التدريب على مهارات التفكير التباعدي.
- التدريب على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه الفرد في حياته العملية.
خطوات تنمية التفكير خارج الصندوق:
- تسجيل الأفكار: حيث قد تجد فيما سجلته من أفكار، أفكار جديدة وغير مألوفة
- تمرين الدماغ: من خلال تنشيط المخ باستخدام تقنيات للتفكير خارج الصندوق
- تعلم تقنية جديدة في الابداع كل فترة: من خلال التعرف على التقنيات المختلفة المستخدمة في تنمية التفكير خارج الصندوق وممارستها والتمرن عليها
- الاسترخاء: فالمبدعون يظهرون قدر كبير من الدعابة والمرح مما يساعدهم على التفكير بأسلوب متميز.
- التحدي المستمر: فالتعرض للمشكلات التي تتحدي التفكير تساعد على توليد أفكار جديدة.
- عدم التفكير في حل واحد صحيح: فليس بالضرورة هناك حلا واحدا للمشكلة وإنما هناك حلول متعددة، يمكن تجميعها والخروج منها بحل متكامل.
- النظر للمشكلة من الزاوية غير التقليدية: فاستخدام التفكير العادي يجعلك تنظر للمشكلة من زاوية تقليدية.
مصادر التفكير خارج الصندوق:
- البراءة: تكون البراءة مصدراً تقليدياً للإبداع، فإذا لم يكن لدى الشخص معرفة بما هو متبع في تناول المفاهيم والتصدي للحلول، ثم وجد نفسه في موقف جديد عليه، فمن الممكن أن يتيح هذا الأمر الوصول إلى تناول إبداع جديد، فتكون البراءة عندئذ مصدراً للإبداع، عندما لا يعرف الشخص ما ينبغي عمله، أو كيف ينبغي عمله.
- الخبرة: الإبداع القائم على الخبرة عكس الإبداع القائم على البراءة إذ تتيح الخبرة المجال للتعلم والتعليم، ومن ثم الوصول إلى النجاح والإبداع.
- الدافعية العقلية: إن توفر حالة من الدافعية لدى الشخص تحفزه للنظر إلى بدائل أكثر، في الوقت الذي ا يرضى الآخرون بما هو موجود، ومن المظاهر الهامة لتحقيق الدافعية العقلية الرغبة في التوقف، والنظر إلى الأشياء التي لم ينتبه إليها أحد، حيث يشكل هذا النوع من التركيز مصدراً خفياً للإبداع في غياب الاستراتيجيات المنظمة.
- الأسلوب يقصد بالأسلوب الطريقة التي يسلكها الفرد في التفكير في موضوع ما. وتتعدد أساليب التفكير، وكل منها يمثل تفكيراً بصفة عامة وتفكيراً إبداعياً بصورة خاصة.
- التحرر: إن العمل على تحرير الفرد من القيود وعوامل الكبت والإحباط والخوف والتهديد يجعله أقدر على الإبداع؛ وذلك ا لأن الدماغ يكون أكثر عطاء في مثل هذه الحالات. هذه المصادر للتفكير الجانبي هي موقفيه؛ بمعنى إنه لابد أن يتوفر واحد منها أو أكثر في الموقف حتى تظهر بوادر التفكير الجانبي وتبدأ مكوناته في الظهور والعمل، فيبدأ الفرد في استخدام مهارات التفكير الجانبي إن توافرت لديه وتدرب عليها. (محمد عبد الرؤوف، 2016)
مميزات التفكير خارج الصندوق:
- التفكير خارج الصندوق يتميز بالبحث والانطلاق بحريه في اتجاهات وزوايا متعددة بدلاً من السير في اتجاه واحد لحل مشكلة ما؛ وذلك بالتركيز على توليد طرق جديدة لرؤية أبعاد المشكلة. عبد الواحد الكبيسي، ۲۰۱۳: ۱۰۸).
- التفكير خارج الصندوق يهتم بتوليد الأفكار العالية الجودة، الأكثر تنافسية، الأكثر إبداعاً وابتكارا، كما أنه أمر حيوي للحصول على أفضل النتائج في الحصول على أفضل النتائج في حل المواقف
- التفكير الجانبي يشجع على ممارسة التفكير خارج الصندوق وينمي قدرة التلاميذ على التخيل للوصول إلى حل المشكلات ويساعد على توليد الأفكار، وايجاد الحلول المبدعة للمشكلات الصعبة. علي محمد (۲۰۱٦)
- التفكير خارج الصندوق ليس تفكيراً يسعى للوصول لأحكام سريعة انما هو تفكير يسمح للمتعلم بأن يطرح الأفكار المنطقية وغير المنطقية، بالإضافة إلى انه يجعل المتعلم في ارتباط وثيق ومستمر فيما يفكر فيه، فهو تفكير واسع ومتشعب يتجاوز
- في سعته وتشعبه المسألة الأساسية التي يفكر فيها المتعلم التفكير خارج الصندوق يحرر العقل من القيود؛ مما يمهد الطريق لإعادة هيكلة انماط التفكير وتوليد افكار جديدة
- التفكير خارج الصندوق موجه نحو استكشاف أفكار جديدة من خلال التنظيم الذاتي للمعلومات ومحاولة رؤية الأشياء بطرق جديدة، كما انه طريقة مبدعة تخيلية في حل المشكلات تؤدى إلى تغير تصورات الفرد ومفاهيمه عن المشكلة.
المراجع:
سلمان، ربيع حازم. (2018). تأثير استراتيجية التدريس المتمايز وفقا لأسلوبي التعلم بالتعاقد والمراجعة الذاتية في تعلم بعض مهارات كرة القدم والاحتفاظ بها. Magallat Ulum Al-Riyadat / Journal of Sport Sciences, 10(32), 112–124.
شحاتة. حسن. (٢٠٠٨). إستراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة وصناعة العقل العربي. الدار المصرية اللبنانية.
الطنطاوي، عفت مصطفى. (2013). التدريس الفعال تخطيطه مهاراته استراتيجياته تقويمه، دار المسيرة. معبد، علي كامل؛ كامل، مجدي خير الدين؛ ساويرس، وائل وجيه (٢٠٢٠) استخدام استراتيجية التعلم بالتعاقد في تدريس الدراسات الاجتماعية لتنمية التحصيل المعرفي واكتساب بعض مهارات البحث الجغرافي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية. المجلة العلمية بكلية التربية، جامعة اسيوط. م٣٦، ع٨، ٢٠٠-٢١٣
كوجك. كوثر. (٢٠٠٨). تنويع التدريس في الفصل دليل المعلم لتحسين طريق التعليم والتعلم في مدارس الوطن العربي. بيروت. مكتب اليونسكو الإقليمي.
نصر، ريحاب أحمد عبد العزيز. “استخدام عقود التعلم في تنمية الفهم العميق في العلوم لدى المتفوقين عقليا ذوي التفريط التحصيلي من تلاميذ المرحلة الإعدادية” Egyptian Journal of Science Education. 2017 Vol.20 Issue 7, pp.191-236.2017 Vol.20 Issue 7, pp.191-236 (2017): 1. طباعة.
