تعريفها:
استراتيجية تدريس يستخدمها المعلم بشكل مؤقت ليقدم من خلالها مجموعة من التوجيهات والإرشادات والأنشطة والأدوات والبرامج التي يحتاج إليها الطالب لتحقيق فهم أكبر للمحتوى التعليمي واكتساب مهارات جديدة تمكنه من مواصلة بقية تعلمه منفرداً. وسميت السقالات التعليمية بهذا الاسم لأنها تركز على الدعم المؤقت للطالب، ثم تركه ليكمل بقية تعلمه معتمداً على قدراته الذاتية، الجدير بالذكر أن لفظ «سقالات» اقتبس من السقالات المستخدمة في عمليات البناء والإنشاء، والتي تستخدم بشكل مؤقت كدعائم للانتقال بشكل تدريجي إلى مستوى أعلى في البناء، ويتم التخلص منها عند الوصول إلى المستوى المطلوب.
أنواع السقالات التعليمية:

نظرية السقالات:
تم تقديم نظرية السقالات لأول مرة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بواسطة عالم النفس المعرفي جيروم برونر، كما ذكر عالم النفس الروسي فيجوتسكي (Vygotsky): «وجود فجوة بين معرفة الطالب ومعرفة المعلم. وتسمى الخبرة الأقرب لدى الطالب منطقة النمو الأقرب (Zone of Proximal Development). ويتم ردم هذه الفجوة من خلال برامج التسقيل (Scaffolding) التي يستخدمها المعلم بشكل مؤقت لمساعدة الطالب على الربط بين المعرفتين». بناء على هذا، ظهر مفهوم السقالات أو الدعائم التعليمية.
العلاقة بين استراتيجية السقالات والنظرية البنائية:
ترى البنائية المعرفة على أنها “وظيفة لكيفية خلق الفرد للمعنى من خبراته الخاصة”. يدافع البنائيون عن تسهيل التعلم بشكل أفضل في بيئة موجهة بالحد الأدنى حيث ينشئ المتعلمون معلومات مهمة لأنفسهم. وفقًا للبنائية، يجب توفير الحد الأدنى من التوجيه في شكل عملية أو معلومات متعلقة بالمهمة للمتعلمين عند الطلب، ويجب عدم استخدام التعليمات المباشرة لاستراتيجيات التعلم لأنها تعوق العمليات الطبيعية التي يستخدمها المتعلمون لاستدعاء الخبرات السابقة.
مميزاتها:
- تصلح للاستخدام في جميع مراحل التعليم لكونها فكرة مرنة يمكن تطبيقها في مختلف المواد والمقررات.
- تُساعد على تحقيق درجة الفهم الشامل والعميق لكل المواد العلمية والمقررات التي يتم تعليمها للطلاب، ومن ثم تنمية القدرة على الفهم والإدراك لدى الطالب ويكون قادر على الانتقال إلى مرحلة تعليمية أعلى.
- تنمي التعلم الذاتي لأنها تعطي الطلاب نوع من الاستقلالية حيث تنقلهم من مرحلة تلقي المعلومات من المدرس إلى مرحلة القيام بأنفسهم بتحليل المادة العلمية واقتراح الحلول لمختلف المشكلات والمسائل والموضوعات المختلفة التي يتم عرضها عليهم بأنفسهم
- لا تنتقل بالمتعلمين من مرحلة الاعتماد على المعلم إلى مرحلة التعلم الذاتي بشكل سريع؛ حتى لا تحدث فجوة في قدرة الطالب على التحصيل العلمي؛ وإنما في البداية يتم الاعتماد على المعلم في تقديم المعلومة، وبشكل تدريجي يتم تدريب الطالب على الاعتماد على ذاته في فهم وتحليل المادة العلمية وفي النهاية؛ تكون اعتمادية الطالب واقعة على ذاته بنسبة تزيد عن الـ 90 % في تحصيل العلم والمعرفة.
- التدرج في المستويات التعليمية عبر استخدام السقالات التعليمية يُساعد على تكوين شخصية الطالب الاستقلالية بطريقة صحيحة وتشمل جميع الطلاب؛ ولا سيما أن استراتيجيات التعليم الأخرى قد أهملت الاهتمام بجانب الفروق الفردية وسرعة البديهة لدى المتعلمين.
معوقات وعيوب السقالات التعليمية:
- تحتاج نظرية السقالات التعليمية إلى فترة زمنية طويلة؛ حتى يتقن المعلم استخدامها ويقوم بتطبيقها بشكل سليم على الطلاب، وهو أمر بالطبع يحتاج إلى وقت وجهد طويل قد لا يُمكن توفيره في العديد من الأنظمة التعليمية.
- نظرًا إلى اهتمام استراتيجية الدعامات التعليمية بجميع الطلاب دون تفريق؛ فإن الأمر قد يعتريه نوع من الجور على حقوق الطلاب المتميزين أصحاب القدرة على التحصيل العلمي السريع وسرعة البديهة، ومن ثم يتم قضاء أوقات طويلة قبل نقلهم إلى مستويات تعليمية أعلى؛ في حين أن القدرة على الانتقال إلى درجات ومستويات أعلى تكون متوفرة لديهم، وهذا بالطبع يُعتبر أحد أهم المآخذ على تطبيق واستخدام نظرية دعامات التعليم.
طريقة تطبيق استراتيجية السقالات التعليمية:
المراجع:
- العدوان، زيد سليمان، داوود أحمد عيسى. (2016). استراتيجيات التدريس الحديثة، الأردن، مركز ديبونو لتعليم التفكير.
- مرسي، محدي حممد ،و حناوي زكراي جابر، علي أمحد إبراهيم.)2022(. استخدام اسرت اتيجية السقاالت
التعليمية املدعومة ابألنشطة االلكرتونية لتدريس الرايضيات يف تنمية بعض مهارات التفكري اجلربي لدى تالميذ
املرحلة االبتدائية، اجمللة الرتبوية لتعليم الكبار، جامعة أسيوط. مج: ،4 ع: .2