
مفهوم استراتيجية الخطوات الست PQ4R
تعد استراتيجية الخطوات الست PQ4R إحدى أهم استراتيجيات ما وراء المعرفة، فهي استراتيجية تفصيل وتوضيح، وهي طريقة فردية لتحسين الفهم القرائي، كما أن هذه الاستراتيجية تتطلب أن يُقرأ النص بأكمله قبل التفكير المتأمل. وتتميز بسهولتها، وإمكانية تطبيقها في معظم الموضوعات الأكاديمية، كما يمكن للمتعلمين استخدامها دون مساعدة من المعلم أو من زملائهم الآخرين. وتهدف إلى الوصول بالقارئ إلى حد الإتقان الذي يعد هدفًا يسعى التعليم إلى تحقيقه في كل زمان ومكان.
هذا: وقد ظهرت استراتيجية الخطوات الست عام 1940م على يد أستاذ علم النفس بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية البروفيسور فرانسيس روبنسون، حيث كان طلبة الجامعة يشكلون جانبًا من برنامج التدريب المتخصص للجيش الأمريكي آنذاك. وهو برنامج مكون من عدة مقررات فنية سريعة، ترأس روبنسون جانب التعلم والمهارات الدراسية، وقد كُلفت هذه المجموعة بتدريس الأفراد العسكريين لكي يجيدوا القراءة بشكلٍ أفضل: أي يكونوا قادرين على الإتقان السريع للمنهج الطويل.
خطوات تنفيذ استراتيجية الخطوات الست PQ4R
ترتكز هذه الاستراتيجية على ست خطوات رئيسية تعبر عنها الحروفPQ4R كما يلي:
- تصفح (ألق نظرة تمهيدية) P Preview، وتعني قراءة الموضوع قراءة تمهيدية بالنظر إلى العناوين الأساسية والأفكار، والتنبؤ بما سيتناوله الموضوع.
- تساءل Question يقصد بها توقع الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها من خلال المادة المكتوبة.
- العنصر 4R يتألف من أربع كلمات تبدأ كل منها بR على النحو التالي:
- اقرأ R Read وفيها تتم قراءة الموضوع في هيئته الكاملة، وليس بصورة جزئية، ويتم تدوين الملاحظات في الهامش، أو وضع خطوط تحت المعلومات المهمة التي تعتبر إجابات للأسئلة التي تم توقعها في الخطوة السابقة.
- تأمل R Reflect وفي هذه المرحلة يتم الربط بين المعلومات والأفكار الجديدة في النص وبين ما يعرفه المتعلم، وهو ما يستلزم تأمل الطريقة التي تؤدي إلى عمل الروابط عقليًا بين المعلومات الجديدة وما هو معروف من قبل.
- سمَع R Recite ويشمل تلخيص النقاط الأساسية والنقاط المدعمة لها في النص تلخيصًا كاملًا، مع الإجابة عن الأسئلة التي تم طرحها دون النظر إلى الكتاب، واسترجاع قوائم الأفكار والحقائق المهمة المنظمة في المتن، إما بصوت عالٍ أو على نحوٍ صامت.
- راجع R Review وتتضمن هذه الخطوة مراجعة المادة بإعادة قراءتها-حين يكون ذلك ضروريًا- مع الإجابة مرة ثانية عن الأسئلة التي طرحت، والتأكد أن هدف مؤلف النص قد استوعب تمامًا من قبل المتعلمين.
دور المعلم والمتعلم
يتم تدريب المتعلمين على هذه الاستراتيجية من خلال اتباع الخطوات الست الرئيسة السابقة بنفس الترتيب؛ حيث إن القراءة التمهيدية وطرح الأسئلة قبل القراءة ينشط المعرفة السابقة، وتبدأ عملية تكوين الروابط بين المعلومات الجديدة وما هو معروف مسبقاً، كما أن النظر إلى العناوين والأفكار أو الموضوعات الرئيسة يساعد المتعلمين على أن يصبحوا على وعي تنظيم الموارد الجديدة، ومن ثم ييسرون انتقالها من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، كما أن التسميع وإعادة سرد المعلومات الأساسية – وخاصة حين يكون مصحوباً بقدرٍ من التفصيل والتوضيح – ييسر ويحسن عملية التشفير.
أولا – التهيئة من قبل المعلم
- تقديم فكرة موجزة عن استراتيجية PQ4R في تعليم القراءة، وإظهار ضرورة التركيز، والانتباه، والتخطيط، ومراقبة التعلم، وتقويمه.
- تحديد موضوع الدرس وكتابته على السبورة، ومناقشة الطلبة حوله.
- تنشيط المعرفة السابقة لدى الطلبة عن موضوع الدرس، باستدعاء أي فكرة أو معلومة مرتبطة به.
ثانيا- تنفيذ الدرس
1-يطلب المعلم من الطلبة إلقاء نظرة تمهيدية على الدرس، وهي الخطوة الأولى التي يُرمز لها بالحرف (P) أي Preview، ويتطلب ذلك ما يلي:
أ- أن يُكوِّن الطالب خريطة معرفية للدرس بقراءة معالمه الأساسية، وإعطاء تصور عام له.
ب- أن يربط الطالب بين الخبرات السابقة لديه وبين موضوع الدرس الجديد.
ج- أن ينظر الطالب إلى العناوين الأساسية في الموضوع، ويتنبأ بما سيتناوله الدرس الجديد من أفكار.
2-يقوم المعلم بتدريب الطلبة على طرح التساؤلات، وهي الخطوة الثانية التي يُرمز لها بالحرف QأيQuestion ، ويمكن أن تطرح التساؤلات عن طريق:
أ- توقع الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها من خلال الدرس.
ب- طرح الأسئلة في ضوء النظرة التمهيدية السابقة.
ج- صياغة الأسئلة حول النقاط المهمة في الدرس؛ حتى تتضح تفاصيله وجزئياته.
3-تتكون الخطوة الثالثة من مجموعة خطوات، تبدأ كل منها بحرف (R) وهي:
أ-Read اقرأ: يطلب المعلم من الطلبة قراءة الموضوع قراءة تمهيدية في هيئته الكاملة والقيام بما يلي:
- النظر في العناوين والأفكار الأساسية بدقة وتأني.
- عمل ملخص شامل للدروس وعرضه على باقي الزملاء.
- وضع خطوط تحت المعلومات المهمة التي تعد إجابات عن الأسئلة التي تم توقعها سابقًا، مع التدوين المستمر للملاحظات.
ب-Reflect تأمل: في هذه الخطوة يطلب المعلم من طلابه القيام بما يلي:
- الربط بين المعلومات والأفكار الجديدة التي يعرضها الدرس، وبين ما يعرفونه من قبل حول هذا الموضوع.
- تكوين صور بصرية للمعلومات والأفكار الواردة في الدرس أثناء القراءة.
- مراجعة ما تم تدوينه من ملاحظات، مع إعمال الذهن والتفكير فيه بطريقة تأملية عميقة.
ج- Recite سمّع: وفي هذه الخطوة يطلب المعلم من طلابه أن يقوموا بما يلي:
- تلخيص النقاط الأساسية والتفاصيل المدعمة لها في الموضوع بشكل مناسب، ويشمل موضوع الدرس.
- تسميع الأفكار بصوتٍ عالٍ، أو على نحوٍ صامت: حتى يتم الربط عقليًا بين الأفكار الرئيسية والتفاصيل.
- تسجيل الأفكار إما شفاهيةً، أو بطريقة مكتوبة: ليساعد ذلك على تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
- الإجابة عن الأسئلة التي تم طرحها مسبقًا بصوتٍ عالٍ، ودون النظر للكتاب.
- الاستعانة بالكتابات أو التدوينات المختصرة التي تم عملها من قبل عند الإجابة عن هذه الأسئلة أو استرجاع الأفكار والمعلومات.
- استرجاع هذه المعلومات والأفكار بأسلوبهم الخاص: للتأكد من تمكنهم من فهمها واستيعابها.
د. Review راجع: وفي هذه الخطوة يطلب المعلم من طلبته ما يلي:
- مراجعة ما تم تدوينه وتسجيله من ملاحظات؛ للتأكد من مطابقته لما ورد في الدرس.
- التأكد من الإجابة عن جميع الأسئلة التي تم توقعها وطرحها سابقًا.
- التأكد من استيعاب الهدف من الدرس.
- القيام بمراجعة شاملة على جميع النقاط الرئيسية والتفاصيل الفرعية لإدراك العلاقة بينهما.
- قراءة الدرس والإجابة عن الأسئلة السابقة مرة أخرى وذلك بالاعتماد على الذاكرة.
- إلقاء نظرة سريعة على التدوينات والملاحظات المسجلة كمؤشرات بهدف الإبقاء عليها في الذاكرة.
- سرد هذه الملاحظات بطريقة جيدة مع التحقق من صحتها بالرجوع إلى الدرس عند الحاجة لذلك.
ثالثاً: استخدام مهارات ما وراء المعرفة
أثناء قراءة الموضوع، يطلب المعلم من الطلاب توجيه بعض الأسئلة التي تدل على ضبط الفهم ومراقبته وتقويمه أثناء القراءة، وبمعنى آخر ممارسة مهارات” ما وراء المعرفة” ويقدم المعلم نموذجاً لذلك أمام الطلبة بتوجيه مثل هذه الأسئلة، التي تبين طريقة تنظيم التفكير لديهم – التفكير بصوتٍ مسموع – مثل:
- ما الذي أعرفه عن الموضوع؟
- ما أهدافي من قراءة الدرس حتى أعمل على تحقيقها؟
- كم من الوقت يلزمني لمعرفة ما أحتاج إليه؟
- هل أحتاج إلى بذل جهدٍ جديد لتحقيق ما أريد؟
- ما الطرق والأساليب التي أحتاج إليها لمعرفة ما أريد تعلمه؟
- هل باستطاعتي فهم ما أسمعه وأقرؤه في الدرس؟
- كيف سأعرف أنني حققت المستوى المطلوب؟
- ما الطرق التي يمكنني أن اكتشف بها أخطائي، وكيف يمكن أن أتخلص منها؟
- كيف يمكنني التأكد من كفاءتي في تحقيق أهداف الدرس؟
- ما الذي يجب أن أفعله في المرة القادمة؟
ثم يطلب المعلم من طلابه تدوين الإجابة عن هذه الأسئلة، ويناقشهم فيها، ثم يقدم لهم نموذجاً صحيحاً للإجابة بصوتٍ مسموع، حتى يستطيع الطلاب الإجابة عنها بمفردهم بعد ذلك.
وتعزى فعالية هذه الأسئلة إلى أنها تخلق بناءً انفعالياً ودافعياً معرفياً ملحوظا؛ فحين يبدأ الطالب في استخدام تلك الأسئلة يصبح أكثر شعوراً بالمسئولية عن تعلمه، وقيامه بدور أكثر إيجابية، وتساعد الأسئلة أيضاً في متابعة تعلمه ومراقبة عمليات تفكيره، كما تساعده على ربط ما يتعلمه بخبراته السابقة ومواقف حياته اليومية
رابعاً: التقويم
١) تقويم المعلم لأهداف الدرس الإجرائية، وذلك بتقويم ما اكتسبه الطلاب من حقائق ومعلومات ومفاهيم.
استراتيجيات
- مناقشة الطلاب في أسئلة الكتاب.
- تقويم الطلاب باستخدام أسئلة من وضع المعلم، بحيث يشمل كل سؤال مهارة من مهارات الفهم القرائي المراد تنميتها لدى الطلاب وفق طبيعة الموضوع.
هذا ويرى سبنسر (Spencer, 2005) أن استراتيجية PQ4R هي أسلوب تعلم إيجابي، يؤكد أن المتعلمين ليسوا مجرد إسفنجات تمتص المعلومات تلقائياً؛ ذلك لأنها تشجعهم على المشاركة الفعالة والإيجابية وليست السلبية؛ فعملية التساؤل تشجع المتعلم على الغوص في المادة الدراسية، وعملية المراجعة هي جزءٌ مكمل للنص القرائي بدلاً من إضافتها في النهاية، والخاصية الفريدة لهذه الاستراتيجية وهي ( سمع أو استرجع) تساعد المتعلم على تكوين ( ملخص نشط) وهذا يسمح للمتعلم باختبار فهمه للمادة المقروءة عن طريق الإجابة عن الأسئلة المطروحة سابقاً، كل ذلك بالإضافة إلى التقويم الذاتي الذي يساعد المتعلم على متابعة تعلمه.
إيجابيات استخدام استراتيجية الخطوات الست (PQ4R)
- تساعد هذه استراتيجية المتعلم على فهم أفضل للمادة المكتوبة، كما تساعده في التركيز على تنظيم المعلومات في ذهنه حتى تصبح ذات معنى.
- إن هذه الاستراتيجية تمثل أسلوبا قرائيا فعالا في تطوير مهارات الدراسة لدى المتعلمين
- تمثل إحدى استراتيجيات ما وراء المعرفة المهمة، وتبدو ذات أثر فعال في مساعدة المتعلم على فهم ما يقرأ وحفظه وتذكره.
- إن هذه الاستراتيجية تثير دافعية المتعلم للمشاركة الإيجابية الفعالة.
- تساعد المتعلم في: تحسين التعلم – الفهم – الاحتفاظ بالمعلومات – تحسين مهارات الدراسة – تكوين عادات دراسية محكمة ومهذبة.
- تمثل هذه الاستراتيجية مجالاً مثالياً للدراسات في العلوم اللغوية والاجتماعية والإنسانية كثر منها في الرياضيات والعلوم

