المقدمة:
بدأت فكرة تنويع التدريس تأخذ مكانتها في السياسات التعليمية للدول المختلفة منذ عام (١٩٨٩ م) حين أعلنت وثيقة حقوق الطفل التي أكدت على ضرورة حصول الطفل على تعليم متنوع نتيجة لوجود أنماط متعلمين مختلفين، وفي عام (١٩٩٠م) نتيجة للمؤتمر العالمي للتربية الذي عقد في جومتيان، وتلاه مؤتمر داكار عام (٢٠٠٠) الذي أوصى بالتعليم للتميز والتميز هو حق للجميع (كوجك، ٢٠٠٨، ص. ١٢).
وفي ظل التوجه العالمي لتنويع الفرص التعليمية التي تجعل من التفريد التعليمي وسيلة لمواجهة الفروق الفردية ولتحقيق نتائج ومخرجات تعليمية تناسب أهداف المؤسسة التعليمية الموضوعة سلفًا، نحن نحتاج الى تجديد في جميع عناصر العملية التعليمة من معلمين ومتعلمين ومناهج واستراتيجيات وبيئات صفية وطرق تقويمية.
وعلى اعتبار أن الاستراتيجيات والطرق التعليمية هي ركيزة من ركائز متعددة لبناء التغيير، تم تحديد أحد الطرق التعليمية الحديثة، لتحديد بناء معرفي متكامل حولها.
جاء الاهتمام باستراتيجية التعلم بالتعاقد، لتحقيقها نوع من الفائدة وإخراج مخرجات تعليمية ذات قيمة، فعلى سبيل المثال في دراسة (معبد، وكامل، وساويرس،٢٠٢٠) بعنوان ” استخدام استراتيجية التعلم بالتعاقد في تدريس الدراسات الاجتماعية لتنمية التحصيل المعرفي واكتساب بعض مهارات البحث الجغرافي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ” والتي اوصت وفق نتائجها لضرورة تقديم الاستراتيجيات القائمة على التعلم الذاتي كاستراتيجية التعلم بالتعاقد بحيث تلائم قدرات التلاميذ وتلبي حاجاتهم في توسيع وتعميق معارفهم وأفكارهم.
ودراسة (محمد،٢٠٢٠) بعنوان ” فعالية واحدة التعليمية باستخدام تقنية عقود التعلم في تنمية معارف ومهارات الكورشية التونسي “، واظهرت النتائج أن الاعتماد على تقنية عقود التعلم تجعل الطلاب أكثر استمتاع وتشوق للدرس، إضافة الى تفوق طلاب المجموعة تجريبية التي درست باستخدام تقنية عقود التعلم.

استراتيجية التعلم بالتعاقد:
تعد استراتيجية عقود التعلم من أهم الاستراتيجيات التدريسية الحديثة التي تعتمد عـلى
أن يتحمل المتعلم مسؤولية أشكال وأنماط تعلمه، ويتخذ بشأنها قرار بمساعدة المعلم، ويحرر هذا
القرار في صورة وثيقة مكتوبة موضح فيها كل أبعاد الاتفـاق بـين المـتعلم والمعلـم، عـلى أن يلتـزم
الطرفين ببنود الاتفاق، أثناء مروره بخبرة التعلم مـن خـلال قيـام المـتعلم بمهـام تعليميـة تتطلـب
عمليات من البحث والتقصي والاستكشاف للمعلومات واسـتخدام مهـارات عليـا مـن التفكـير مـن
أجل الوصول للهدف وهو عمق المعرفة وليس سطحيتها (بلال،2006ص،9 .(
ويمكن تعريفها على أنها: ” إستراتيجية تحمل الطالب مسئولية تعلمه، وذلك بمساعدة المعلم وتقوم هذه الإستراتيجية على التفاوض بمساعدة المعلم، ويحرر به عقد او وثيقة مكتوبة يوضح فيها أبعاد الاتفاق بدقة بين المعلم والطالب بحيث يلتزم الطرفان بعناصر هذا الاتفاق في أثناء المرور بالخبرة التعليمية “.
كما أوردت كوثر (200٨) أن: ” التعلم بالتعاقد يقوم على اتفاق محدد واضح بين المعلم والمتعلم، او المعلم ومجموعة متعلمين، هذا العقد يتضح فيه الغرض من هذه العملية ويتضح به المصادر التعليمية التي سوف يلجئون إليها، وطبيعة الأنشطة التي سوف يمارسونها ويتفق أيضا على أسلوب التقييم وتوقيته “.
ويشير (معبد؛ وآخرون،٢٠٢٠، ص٢٠٣) هي مجموعة من الإجراءات تدريسية منظمة وملزمة تتم بين المعلم والتلاميذ من خلال عقد اتفاقية مكتوبة مشتركة بينهما، تحمل التلميذ مسؤولية تعلمهم وأنماط ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها وتتضمن شروط ومصادر وأنشطة وأهداف التعلم وكيفية تحقيقها في فترة زمنية معينة مقابل حوافز معينة
” التعلم بالتعاقد استراتيجية جديدة يتحمل بموجبها المتعلم مسئولية تعلمه، ويتخذ بشأنها قراراً بمساعدة المعلم ويحرر هذا القرار في صورة وثيقة مكتوبة توضح كل أبعاد الاتقان بين المعلم والمتعلم، وهو اتقان ملزم لكل منهما من حيث الأهداف والمحتوى التعليمي ومصادر وأنشطة التعلم والزمن اللازم للتعلم وأدوار المتعلم والمعلم ” (شحاتة، ٢٠٠٨، ص. ٢١٤)
وعن (نصر,2017) فقد عرف كل ((Marsdn & Luczkowski, 2005, 137عـلى أنهـا “اتفـاق كتابي بين المتعلم ومعلمه ينص على الأهداف وأنـشطة ومـصادر الـتعلم والتقـويم وفـترا العمـل اليومية، ويوقع عليه كل من المتعلم والمعلم ويؤرخ ”
يلاحظ في كل التعاريف السابقة أن جميع الباحثين يتفقون على أنها تلك الوثيقة التي تتضمن عقد ملزم به كل من المعلم والمتعلم.
ويمكن تعريفها اجرائي: هي الأسلوب التدريسي الذي يقوم على وثيقة مكتوبة بين المعلم والمتعلم تحدد الأهداف التي يفترض تحقيقها بعد المرور بخبرة تعليمية.

الأساس الفلسفي لإستراتيجية عقود التعلم:
أورد (نصر,2017,ص13) تتكأ إستراتيجية التعلم بالتعاقد على أسـس نظريـة ونفـسية مردهـا إلى (بـلال، 2006، 9(، (التميمي؛ الخشن، 2015، 212: (
- المدرسة الإنـسانية التـي نـادى بهـا روجـرز وزمـلاؤه، والتـي تـرى أن المـتعلم لا بـد أن يتحمـل مسؤولية تحديد ما يتعلمه مع إتاحة الفرصة له للاختيار والمفاضلة، وأن يصبح أكثر استقلالية في التعلم، وأن يعتمد على التوجيه الذاتي من خلال تقليل سيطرة المعلم في عملية التعلم، وتحويـل دوره إلى المرشد والميسر، من خلال إتاحة الفرص أمام جميع المتعلمـين، وتـشجيعهم وتـدعيمهم، وتوفير الخامات والأدوات التعليمية التي تعينهم على انجاز المهام التعليمية بطريقة ايجابية مـع كل موقف تعليمي يوجههم أو يمرون به.
- أفكار نظرية بياجيه والقائمة على التعلم النشط من خلال الاكتشاف والتقصي حيث توفر فرصـة للمتعلم تعميق فهمه من خلال البحث والتقصي والتوسع في المعرفة
- البنائية، التي تؤكد أن المعرفة لا تبنى مستقلة عن المتعلم، ولكنها عملية داخليـة تجعـل الـتعلم ذي معنى حيث يتعلم وفق خبراته السابقة والحالية ومستوى فهمه.
- الذكاءات المتعددة، والتي تراعي الفروق الفردية بـين المتعلمـين احـترام اخـتلاف تلـك القـدرات والميول والفروق والذكاءات بين المتعلمين
لابد أن ندرك أن الفلسفة القائمة في عقود التعلم، تقوم على نشاط وإيجابية المتعلم فالمتعلم في هذه الاستراتيجية هو المحور الرئيس، فبحسب نظرية بياجيه التي تؤكد أن التعلم النشط يحتاج لمتعلم لديه رغبة في الاكتشاف والتقصي والالتزام.
أنواع التعلم بالتعاقد:
- تعاقد بين المعلم والفصل كله: ويكون هذا ببداية الفصل الدراسي غالبًا وتعاقد عام.
- تعاقد بين المعلم ومجموعة من الطلاب: ويكون هذا في تقديم برنامج إثرائي لهؤلاء الطلاب او برنامج علاجي.
- تعاقد فردي: بين المعلم والطالب في مهارات محددة وواضحة دعمًا وإثراء.
التنوع في عقود التعلم، هو يضيف ميزة جديدة لهذا النوع من الاستراتيجيات، فتعدد الاختيارات وتنوعها تجعل المعلم أمام بدائل كثيرة لمواجهة الفروق الفردية ولتحقيق التعليم المتمايز.
خصائص التعلم بالتعاقد:
تتسم إستراتيجية العقود بعدد من الخصائص، والتي يمكن تلخيصها النقاط التالية (قمره،٢٠١٤، ص١٠١):
1/ الإلزامية، يسمى الطالب في هذا النوع من التعلم إلى تحقيق الأهداف التي التزم بها، متحملاً لأعباء تعلمه، ي جو تسوده الحرية ليختار المواد والوسائل والطرق التي يحب أن يتعلم بها.
٢/ وضوح الأدوار تقوم هذه الاستراتيجية بتوضيح ملامح العمل بكافة أدواره لكل من المعلم والمتعلم بدقة الرابعة، جامعة أم القرى)
۳/ تنوع مصادر التعلم وطرفه وأساليبه ، تتنوع مصادر التعلم وطرقه وأساليبه أمام الطالب ، إذ يختار ما يراه مناسبا له لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة .
٤/ المرونة تتيح هذه الاستراتيجية للطالب حرية استخدام البدائل المتاحة في حالة إعاقته عن استخدام مصادر التعلم الأساسية.
ويضيف (سعيد، ومصطفى,2010) على الخصائص السابقة:
5 ـ الخصوصية: ويعني بذلك خصوصية أخلاقية اثناء التفاعل الاجتماعي بين المعلم والمتعلم، فيكون هناك جو من الاحترام المتبادل المسؤولية مع وجود ثقة لكل منهما وشعور بالأمان بعيد عن التجريح وتقليل الشأن.
عناصر التعلم بالتعاقد:
يتضح من النماذج أن العقد يتضمن العناصر التالية:
- اسم التلميذة: أي المتعلم
- اسم المعلم: أي المعلم
- المادة الدراسية
- موضوع الوحدة او الدرس
- المهام المطلوب إنجازها
- طرق التقييم التي سوف تستخدم للحكم على مستوى الطلاب.
مراحل تنفيذ استراتيجية التعلم بالعقود:
لتنفيذ استراتيجية العقود عدة مراحل أشار إليها عن (قمرة.2014,ص102) عن بدرة (٢٠٠٩):
- تحليل الحاجات التعليمية:
يستطيع فيها الطالب معرفة الفرق في مستواه العلمي بين ما هو كائن وبين ما يتوقع منه تعلمه مستقبلا، ويحدد ذلك عقد التعلم. كما يساعد في إدراك المتعلم للصورة العامة التي سیدرسها وما هو المطلوب منهم تعلمه والقيام به
- تحديد أهداف التعلم:
بعد تحديد ما سيتعلمه الطالب يتم تحديد الأهداف وصياغتها بشكل واضح ومحدد عقد التعلم، مع ترتيب الأهداف حسب أهميتها
- تحديد استراتيجيات التدريس ومصادر التعلم:
وهنا يستكشف المتعلم المسار الذي سيتحرك فيـه عبر الموضوعات، ومصادر التعلم، المستهدفة، مثل الكتاب المقرر، والأقراص المدمجة، ومواقع الإنترنت، مع تحديدها ضمن العقد، وتحديد البدائل التي يمكن استخدامها في حالة وجود معوقات لإنجاز المتوقع منه.
- تطبيق العقد:
ومن خلال هذا التطبيق يبدأ المتعلم بتعلم ما هو متوقع منه، ويعي جوانب الاستفادة مما تعلمه، فتنمو لديه الدافعية الذاتية للتعلم المستمر.
- تقييم المتعلم:
في هذه المرحلة يتم تقيم المتعلم من قبل المعلم بكل مصداقية وحسب ما تم الاتفاق عليه * العقد المبرم بينهما مع مكافأة الطالب المجيد بالمكافأة التي نص عليها العقد.
أدوار المعلم والمتعلم في التعلم بالتعاقد:
يناط بالمعلم القيام بأدوار متمايزة في التعلم بالتعاقد قد تختلف عن أدواره في صيغ التعلم الذاتي الأخرى، كما يناط بالمتعلم القيام بأدوار ومهام مختلفة في التعليم من خلال صيغة التعلم بالتعاقد يشار إلى بعضها فيما يلي:
1 ـ أدوار المعلم: يقوم المعلم بأدوار متعددة في صيغة التعلم بالتعاقد منها ما يلي: –
أ- دوره كمرشد وموجه:
يقوم المعلم في صفة التعلم بالتعاقد بدور الموجه والمرشد لطلابه في مواطن متعددة سواء عند تحرير العقد والتفاوض حوله أو عند الانخراط في دراسة المواد التعليمية، وعليه أن يقوم بهذا الدور بإخلاص وتفان حتى يشعر الطالب معه بالثقة والأمن، وأنه – أي المعلم – يريد صالحه والأخذ بيده ليتجاوز المهام وتحقيق
ب- دوره كمفاوض:
يقوم المعلم بدور المفاوض مع الطلاب، ولكن مفاوض من طراز خاص، حيث إنه لا يراعي مصالحه هو، بل يراعي مصلحة الطرف الآخر – الطالب – ويوضح له مزايا وعيوب اختياراته، والعقبات التعليمية التي يمكن أن تواجهه إذا ما فضل بديل عن بديل من بدائل التعلم المختلفة بالمحتوى أو الأنشطة أو طرائق التدريس.
جـ- دوره في اختيار أو إعداد مواد التعلم:
يقوم التعلم بالتعاقد على تعدد بدائل التعلم من محتوى وأنشطة وطرق تدريس، ومن ثم يلزم لهذا التعدد توافر عددا متنوعا من مواد التعلم التي يختار منها الطالب ما يناسبه ولذا يقع على المعلم اختيار هذه المواد ليقدمها للطلاب بما يتناسب معهم، أو إعداد بعضها إن لزم الأمر، ولذا فإن دور المعلم في هذه الصيغة أصبح كبيرا، إذ يقع على عاتقه إعداد مواد تعليمية وأنشطة مناسبة للتعلم، والتخطيط لعدد أكبر من طرائق التدريس وليست طريقة واحدة كما في الصيغ الأخرى.
د- دوره كمنفذ للدروس:
إزاء تعدد طرق التدريس، وإزاء تفضيلات الطلاب المتنوعة لها فإن المعلم يقع على عاتقه تنفيذ الدروس داخل حجرات الدراسة وفق طرائق التدريس المختلفة التي قد يختارها الطلاب، وقد يقوم بدور المساعد في تنفيذ الأنشطة التعليمية إن احتاج الأمر وطلب منه الطلاب ذلك.
هـ – دوره كمقوم ومقدم للتغذية الراجعة:
يقوم التعلم بالتعاقد على أساس تقديم التغذية الراجعة والتقويم المستمر، وذلك تفاديا لأخطار سوء اختيارات الطلاب، حتى يتم تعديل مسارهم التعليمي وفق أو على أساس التقويم الجيد المحكم، ومن ثم فإن المعلم يقوم بدور المقوم والمعد لأدوات التقويم باستمرار، ويقدم تغذية راجعة فورية لطلابه تساعدهم على تصحيح مسارات تعلمهم، والتفاوض معهم من جديد لإقرار صيغة جديدة للعقد.
2_ أدوار المتعلم:
يقوم المتعلم في التعلم بالتعاقد بأدور أكثر إيجابية، فالتعلم يكون به وله ومن خلاله، ومن ثم فإن هناك عددا كبيرا من الأدوار تناط بالمتعلم من أهمها:
أ- دوره كمفاوض:
يقوم المتعلم بدور المفاوض مع المعلم من أجل اختيار أفضل بدائل تحقق له التعلم، وتسهل له تحقيق الأهداف المنشودة من مروره بخبرة التعلم، ولذا فإن على الطالب أن يكون على وعي تام بقدراته، وأن يفهم توضيحات المعلم لمزايا وعيوب البدائل المقدمة، وعلى أن يتعلم كيف يكبح جماح نفسه وطموحاته من أجل اختبار المناسب له تماما من بدائل التعلم بما يتوافق مع قدراته.
ب- دوره في تنفيذ الأنشطة والتكليفات:
يقوم الطالب (المتعلم) بدور نشط وفاعل في تنفيذ أنشطة التعلم المطلوبة، والالتزام بها في الجدول الزمني الذي يحدده لنفسه، بمساعدة المعلم أو بدونها حسب اختياره في المكان المحدد بالعقد وبالإمكانات المتاحة، كما عليه أن يجيب عن الواجبات والتكليفات التي ينص عليها العقد، وأن يلتزم بمواعيد الحضور، وتلقي الاختيارات، وتفهم التغذية الراجعة المقدمة له من المعلم، وتعديل مسار تعلمه؟؟ والتفاوض من جديد لتعديل عقده بالشكل الذي يتناسب مع قدراته.
جـ – دروه في مساعدة زملائه:
وفق الاتفاقية المبرمة للتعلم قد يقع على المتعلم أن يقدم عونا لزملائه في أوقات محددة، ومن ثم فإن عليه القيام بهذا الدور، وأن يقدم تسهيلات من شأنها تساعد زملائه على التعلم، أو تساعد على تعلمه من خلال تلقي مساعدات زملائه.
مميزات التعلم بالتعاقد:
قد يظن البعض أن صيغة التعلم بالتعاقد كغيرها من صيغ التعلم الذاتي وله نصف جديدا عن كونها تتيح بدائل للتعلم يختار منها الطالب ما يناسبه، والحقيقة بخلاف ذلك إذ ان التعلم بالتعاقد يتسم بعدد من المزايا من أهمها:
¨ وضوح الأهداف وتحديدها بدقة ومعرفة التلميذ الطلاب بها، حيث تكون في متناول يده في العقد الذي يقوم بالتوقيع عليه.
¨ تحديد المستوى الداخلي، حيث يقوم التعلم بالتعاقد بتحديد مستوى الطالب في المدخلات التعليمية، لتحدد بدقة نقطة البدء في التعلم، والتي تسجل في العقد المبرم أيضا.
¨ تعطي قدرا أكبر لمراعاة الميول والقدرات، حيث تعطي الحرية التامة للطالب في اختيار
بدائل عديدة في التعلم، قد يكون منها المحتوى، وأسلوب تقديمه، والوسائل المعينة، وطريقة التدريس، والأنشطة التي يقوم بها لتدعيم تعلمه، هذه الحرية من شأنها أن توفر جو يساعد على مراعاة الميول والقدرات ومواجهتها بما يناسبه من ذلك.
¨ الخصوصية الأخلاقية لعملية التعلم، حيث تبنى هذه الصيغة على أساس تلقي التوجيه والرعاية والإرشاد من المعلم، في جو من الثقة والأمن، والنصح الأمين، لذا فإن هذه الصيغة لابد وأن تقوم على خصوصية أخلاقية أساسها الأمان والتناصح.
¨ الاعتماد على المعلم: هذه الاستراتيجية تقوم على جهد المعلم، ولكن جهد يحول من كونه مصدر للمعرفة إلى كونه معدا لمصادرها موجها لها، مسئولا عن نظم الإثابة والتعزيز، مقدما للتغذية الراجعة، في جو يبعد من التحيز.
¨ الاعتماد على مصادر تعلم متنوعة؛ إن فكرة إتاحة بدائل عديدة للتعلم في صيغة التعلم بالتعاقد توجب إعداد مصادر عديدة متنوعة للتعلم، تساعد الطالب بشكل أكبر على إنجاز المهام الموكلة إليه في أسرع وقت وفي دقة ودرجة إتقان عالية.
¨ تنمي سلوك محمود، لكون هذه الاستراتيجية أو الصيغة مبنية على حرية الطالب في اختيار مواد ومصادر تعلمه، فإن جزءا كبيرا من المسئولية في تعلمه تقع على عاتقه، مما قد ينمي لدى الطالب سلوكيات محمودة تتحمل المسئولية والثقة في النفس، والقدرة على مواجهة المشكلات وحلها، وتنمي لديه مبادئ الديمقراطية الحقة، حيث الحرية في إطار من تحمل المسئولية كما تعوده مهارات اتخاذ القرار، والمشاركة بفاعلية في مواجهة مشكلاته العامة والخاصة.
سلبيات التعلم بالتعاقد:
- يعتمد هذا النوع من الاستراتيجية على تفاعل المتعلم مع المعلم، فعدم إيجابية المتعلم قد يكون عائق أمام هذا النوع من الاستراتيجيات.
- في ظل وجود اعداد كبيرة في الفصول التعليمية قد يكون المعلم عاجز عن متابعة أداء كل متعلم وفق العقد الخاص به.
- تستلزم وجود معلم لديه المعرفة العميقة بتلاميذه، فالتفريد التعليمي في هذه الاستراتيجية يتطلب معلم ملم بمهارات وحاجات كل تلميذ.
- قد تكون بعض التغيرات في الأنظمة التعليمية او التوجهات التربوية سلبية، فعلى سبيل المثال في حال تم التعاقد على نظام تقويمي معين ثم تغير توجه المعلم او المؤسسة حول هذا النظام فذلك يخل بالعقد المكتوب
المراجع:
سلمان، ر بيع حازم.( ٢٠١٨) أتثري اسرتاتيجية التدريس املتمايز وفقا ألسلويب التعلم ابلتعاقد واملراجعة الذاتية يف
تعلم بعض مهارات كرة القدم واالحتفاظ هبا Journal / Riyadat-Al Ulum Magallat .
of Sport Sciences, 10(32), 112–124.
شحاتة. حسن. ( ٢٠٠٨). إسرتاتيجيات التعليم والتعلم احلديثة وصناعة العقل العريب. الدار املصرية اللبنانية.
الطنطاوي، عفت مصطفى. (٢٠١٣) التدريس الفعال ختطيطه مهاراته اسرتاتيجياته تقوميه، دار املسرية. معبد،
علي كامل؛ كامل، جمد ي خري الدين؛ ساويرس، وائل وجيه (٢٠٢٠) استخدام استراتيجية التعلم بالتعاقد
في تدريس الدراسات الاجتماعية لتنمية التحصيل المعرفي واكتساب بعض مهارات البحث الجغرافي لدى
تلاميذ المرحلة الاعدادية. المجلة العلمية بكلية التربية جامعة اسيوط. م،٣6 ع،٨ -٢٠٠ ٢١٣
كوجك. كوثر. ( ٢٠٠٨). تنويع التدريس يف الفصل دليل المعلم لتحسين طريق التعليم والتعلم في مدارس الوطن العربي. بيروت. مكتب اليونسكو الإقليمي.
نصر، ريحاب أحمد عبد العزيز. “استخدام عقود التعلم في تنمية الفهم العميق في العلوم لدى المتفوقين عقليا ذوي التفريط التحصيلي من تلاميذ المرحلة الإعدادية” Egyptian Journal of Science Education. 2017 Vol.20 Issue 7, pp.191-236.2017 Vol.20 Issue 7, pp.191-236 (2017): 1. طباعة.