استراتيجية التعليم التوليدي

استراتيجية التعليم التوليدي :

هي منهج تعليمي يهدف إلى مساعدة المتعلمين على تكوين معانٍ جديدة وتوليد المعرفة من خلال ربط المعلومات الجديدة مع المعرفة السابقة الموجودة لديهم. تعتمد هذه الاستراتيجية على إشراك المتعلم بشكل نشط في عملية التعلم، وتشجيعه على استخدام التفكير النقدي والإبداعي لإنتاج الأفكار أو المعاني الجديدة بدلاً من تلقيها بشكل سلبي.

المبادئ الأساسية للتعلم التوليدي:

  • بناء المعرفة: التعلم التوليدي يعتمد على فكرة أن المتعلم هو الذي يبني معرفته من خلال التفاعل مع 
  • المادة التعليمية. يتطلب هذا منه استخدام معرفته السابقة لإعطاء معنى للمفاهيم الجديدة.
  • التفكير النشط: يجب أن يكون المتعلم نشطًا في معالجة المعلومات، من خلال التفكير العميق في المفاهيم، وربطها بالمعارف الأخرى، وتكوين روابط جديدة بينها.
  • التنظيم الذاتي: يشجع التعلم التوليدي المتعلم على أن يكون مستقلاً في التفكير، وأن يطور استراتيجياته الخاصة لفهم المعلومات وإدارتها.
  • التعلم المتعمق: التركيز ليس فقط على استرجاع المعلومات، بل على فهم العلاقات بين المفاهيم واستخدام تلك المعرفة في مواقف جديدة.

خطوات تطبيق اسرتاتيجية التعلم التوليدي :

  • تقديم المعلومات الجديدة:

يبدأ المعلم بعرض المفاهيم أو المعلومات الجديدة التي يريد للطلاب تعلمها. هذا التقديم يجب أن يكون غنيًا بالمعلومات المفيدة ولكن يجب أن يشجع أيضًا على التفكير والتساؤل.

 

  • ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة:

يتم تشجيع الطلاب على ربط المعلومات الجديدة بمعرفتهم السابقة. يمكن أن يكون ذلك عن طريق طرح أسئلة، أو مناقشات تفاعلية، أو باستخدام أساليب مثل خرائط المفاهيم التي تساعد الطلاب على تنظيم وتوصيل الأفكار.

 

  • إنتاج المعرفة:

يُطلب من المتعلمين توليد تفسيرات أو أفكار أو حلول جديدة بناءً على المادة المقدمة. يمكن أن يتم ذلك عن طريق كتابة تلخيصات، أو وضع خرائط ذهنية، أو تقديم اقتراحات لحل مشكلات معينة.

  • مشاركة الأفكار:

يقوم الطلاب بمشاركة الأفكار التي توصلوا إليها مع زملائهم. هذه المشاركة تساعدهم على تحسين الأفكار وتطويرها، وتسمح لهم بمقارنة تفسيراتهم بتفسيرات الآخرين.

  • التقييم والتحليل:

يتم تشجيع الطلاب على تقييم ما تعلموه وتحليل الأفكار التي ولدوها. يُمكن ذلك من خلال التفكير الناقد في كيفية تطابق الأفكار الجديدة مع المعرفة السابقة، وما إذا كانت هناك حاجة لتعديل أو تحسين الفهم.

استراتيجيات التعلم التوليدي:

يمكن استخدام عدة استراتيجيات وأدوات لتعزيز التعلم التوليدي، منها:

  • الخرائط الذهنية:

استخدام الخرائط الذهنية يساعد الطلاب على تنظيم الأفكار بصريًا وربط المفاهيم المختلفة ببعضها البعض. هذه الأداة مفيدة لتوليد الأفكار وفهم العلاقات بين المفاهيم.

  • التلخيص:

تلخيص المعلومات بطريقة نشطة من خلال استخدام الكلمات الخاصة بالمتعلم يجعلهم أكثر قدرة على تذكر المحتوى وربطه بما يعرفونه مسبقًا.

  • الأسئلة المفتوحة:

استخدام الأسئلة التي تحفز التفكير العميق وتشجع الطلاب على استكشاف مفاهيم جديدة. هذه الأسئلة تُثير الفضول وتدفع الطلاب للبحث عن إجابات جديدة.

  • الكتابة التأملية:

الكتابة التأملية هي أداة فعالة لتشجيع المتعلمين على التفكير في كيفية تطبيق المفاهيم الجديدة في حياتهم أو في مواقف أخرى، مما يعزز عملية التعلم.

  • التعليم المتبادل:

يقوم الطلاب بشرح المفاهيم التي تعلموها لزملائهم. 

هذا يعزز عملية التعلم لأن الشرح يتطلب تنظيم الأفكار واستخدام المعرفة بطرق جديدة.

فوائد التعلم التوليدي:

  • تعزيز الفهم العميق: يساعد الطلاب على تطوير فهم أكثر عمقًا للمفاهيم من خلال ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة.
  • تحسين الذاكرة والاسترجاع: عندما يربط الطلاب المعلومات الجديدة بالمعرفة التي لديهم بالفعل، يصبح من الأسهل عليهم استرجاع المعلومات لاحقًا.
  • تطوير مهارات التفكير النقدي: يتطلب التعلم التوليدي من الطلاب التفكير النقدي في المفاهيم وربطها وتحليلها.
  • زيادة الحافز الذاتي: يشجع الطلاب على تحمل مسؤولية تعلمهم، مما يعزز استقلاليتهم التعليمية.
  • تطوير الإبداع: يتطلب التعلم التوليدي إنتاج أفكار جديدة، مما يشجع على الإبداع والابتكار.

دور المعلم في التعلم التوليدي:

  • توجيه الطلاب: المعلم يعمل كمرشد للطلاب، يساعدهم في تنظيم الأفكار وتوجيههم نحو ربط المفاهيم الجديدة بالمعرفة السابقة.
  • تحفيز التفكير العميق: من خلال طرح الأسئلة المفتوحة وتشجيع النقاشات، يحفز المعلم الطلاب على التفكير النقدي والتوليدي.
  • توفير بيئة داعمة: يحتاج المعلم إلى خلق بيئة تشجع الطلاب على التفكير بحرية وتجريب أفكارهم دون خوف من ارتكاب الأخطاء.
  • التغذية الراجعة: تقديم تغذية راجعة فعالة لتحسين الأفكار التي تم توليدها وتعزيز التعلم العميق.

نموذج استراتيجية التعلم التوليدي في درس العلوم :

درس العلوم ( الطاقة المتجددة  )

1-تقديم المعلومات الجديدة:

  • الهدف: تقديم المفاهيم الأساسية عن الطاقة المتجددة.
  • الأنشطة: 

-يبدأ المعلم بتعريف الطاقة المتجددة وأنواعها المختلفة (مثل الطاقة الشمسية، الرياح، المائية، الجيوحرارية، والكتلة الحيوية).

– عرض فيديوهات أو رسومات بيانية توضّح كيفية توليد الطاقة من المصادر المتجددة.

– طرح أسئلة استكشافية مثل: “ما هي الطاقة المتجددة؟” و”كيف تختلف عن الطاقة التقليدية؟”

– شرح أهمية الطاقة المتجددة في الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث.

2-ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة:

  • الهدف: مساعدة الطلاب على ربط ما تعلموه مع مفاهيم سبق تعلمها.
  • الأنشطة: 
  • طرح أسئلة مثل: “ما هي أنواع الطاقة التي نستخدمها يوميًا؟” و”هل تعلمون كيف يتم توليد الطاقة في منازلنا؟”
  • استخدام خرائط مفاهيمية لمقارنة بين مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة.
  •  مناقشة كيفية تأثير الطاقة التقليدية (مثل الفحم والنفط) على البيئة والصحة، وطرح كيفية تصحيح هذا التأثير باستخدام الطاقة المتجددة.

3-إنتاج المعرفة:

  • الهدف: تشجيع الطلاب على توليد أفكار وحلول جديدة بناءً على المادة المقدمة.
  • الأنشطة: 
  • طلب من الطلاب كتابة تلخيص حول كيفية عمل كل نوع من أنواع الطاقة المتجددة.
  • تنظيم نشاط لتصميم نموذج بسيط لمحطة توليد طاقة شمسية أو مروحة لتوليد طاقة الرياح.
  • تشجيع الطلاب على اقتراح أفكار جديدة أو حلول مبتكرة لاستخدام الطاقة المتجددة في المجتمع المحلي.

4- مشاركة الأفكار:

  • الهدف: تعزيز التفاعل بين الطلاب وتبادل الأفكار والتفسيرات.
  • الأنشطة: 
  • تنظيم مناقشات جماعية حيث يشارك الطلاب الأفكار التي توصلوا إليها حول كيفية استخدام الطاقة المتجددة في حياتهم اليومية.
  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لمقارنة الحلول التي طرحوها وكيف يمكن تحسينها.
  • عقد عرض تقديمي حيث يقدم كل طالب أو مجموعة نتائج دراستهم أو أفكارهم حول فوائد الطاقة المتجددة وأفضل طرق تطبيقها.

  5- التقييم والتحليل:

  • الهدف: تحفيز الطلاب على تقييم ما تعلموه وتحليل أفكارهم بشكل نقدي.
  • الأنشطة: 
  • طلب من الطلاب كتابة تقرير تحليلي يناقش كيف يمكن أن تكون الطاقة المتجددة بديلاً فعالاً للطاقة التقليدية.
  • استخدام أسلوب التفكير النقدي: “هل تعتقد أن الطاقة المتجددة قادرة على تلبية احتياجاتنا المستقبلية؟” و”ما هي التحديات التي قد تواجهنا عند الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة؟”
  • تقديم تقييم ذاتي أو جماعي حول الأفكار التي تم اقتراحها وكيفية تطبيقها بشكل عملي.

المراجع : :

  • امين ، شحاتة عبدالله أحمد(2012م ) فاعلية استخدام نموذج التعلم البنائي في تدريس الرياضيات على تنمية التفكير الجبري وتعديل التصورات البديلة لبعض المفاهيم الجبرية ، لدى تلاميذ الصف الاول اعدادي ،مجلة كلية التربية (جامعة بنها ) مصر ، مج 23، ع 91 . 
  • امبوسعيدي، عبدالله وزملاؤه : استراتيجيات المعلم للتدريس الفعال. عمان: دار الميسرة للنشر ، ط1، 1440ه
  • الحارثي، إبراهيم أحمد:” تدريس العلوم بأسلوب حل المشكلات” ، النظرية والتطبيق، ط1، الرياض،  مكتبة الشقيق،2003م. 
  • الخليلي، خليل وزملاؤه: تدريس العلوم في مراحل التعليم العام ، دار القلم، ط ١، دبي، ١٤١٧ ه.
  • حیدر عبد الكریم الزهیرى (2015). التدریس الفعال : استراتیجیات ومهارات. عمان : دار الیازورى للنشر
  • زيتون، حسن حسين، (2003). استراتيجيات التدريس رؤية معصرة لطرق التعليم والتعلم، القاهرة: عالم الكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *