استراتيجية فكر/ زاوج / شارك

مفهوم استراتيجية فكر / زاوج / شارك

تعتبر استراتيجية فكر – زاوج – شارك أو المعروفة اختصارا ب TPS من الاستراتيجيات المستحدثة والمشتقة من التعلّم التعاوني، وتسمى أيضًا باستراتيجية (فكر – انتقد زميلاً) وقد طورها العالم Frank Lyman  ومساعديه في جامعة الماري لاند عام (1985م)، وتقوم على فكرة مشاركة عدد أكبر من الطلاب في الفصل، بحيث يمنح الطالب وقتًا للتفكير بمفرده بعد أن يقوم المعلم بطرح السؤال (فكّر)، ثم يفكر في السؤال نفسه مع أحد زملائه (زاوج)، ثم يقوم المعلم بدعوة المجموعة ككل لمشاركة الحل مع أقرانهم الآخرين (شارك).

وتُعد هذه الاستراتيجية واحدة من أكثر طرق التعلم التعاوني قابلية للتطبيق، لعدم احتياجها لأدوات تنفيذية، فضلاً عن كونها أسلوبا متميزا للقضاء على ملل المحاضرات الطويلة. فغالبا ما يكون لطرح السؤال وقع تنبيهي للمتعلم، حيث تتطلب الإجابة أن يفسر أو يدافع عن وجهة نظره للأخرين، ويمثل التفسير الجهد المطور لمعارفه (Stevens & Slavin, 1995: 242)

وتقوم فكرة هذه الاستراتيجية على طرح فكرة للتفكير بشكل مفرد، ثم مشاركة كل فرد زميلا واحدا له في أفكاره، ثم مشاركة المجموعة كاملة أفكارها. وبعد ذلك يُعرض رأي المجموعة. ويمكن للمعلم استخدام هذه الاستراتيجية في أي وقت من أوقات الحصة، سواء أكان في بدايتها (التمهيد) أو في عرض الموضوع، أو في نهايتها (الخاتمة). وغالبا ما يتم استخدام هذه الاستراتيجية أثناء المناقشات التي تتم داخل الفصل، وذلك لتشجيع المتعلمين على التفكير والبحث والتنقيب في معارفهم السابقة، وإتاحة التشارك الفكري مع الآخرين (Kee & Eng, 2004: 76) 

ولقد صممت هذه الاستراتيجية لتمد المتعلمين بما يسمى “بغذاء الفكر” نحو الموضوعات المقدمة لهم، حيث تكسبهم القدرة على صياغة الأفكار الفردية، والمشاركة بها مع الآخرين داخل الفصل. (الديب، ٣١٢ ،٢٠٠٦)

خطوات تنفيذ استراتيجية فكر / زاوج/ شارك

الخطوة الأولى: الاستماع Listening: وفي هذه الخطوة يستمع المتعلمون لعرض المعلم للدرس، ثم يطرح المعلم سؤالا، أو مشكلة ما على كل المتعلمين، وقد يكون السؤال مباشرا أو مشكلة يريد المعلم تحديد حل لها (Gunter, et al. , 1999: 3).

الخطوة الثانية: التفكير Thinking: بعد أن يطرح المعلم السؤال يطلب من المتعلمين أن يقضوا دقيقة يفكر كل منهم بمفرده في السؤال، وخلال هذه الفترة يتم الامتناع عن الكلام أو التجوال في الفصل (جابر، ٩١ ،١٩٩٩).

الخطوة الثالثة: المزاوجة Paring: عندما ينتهي الوقت الذي حدده المعلم للتفكير، يطلب من المتعلمين أن يكونوا أزواجا، ويناقش كل منهم ما فكر فيه مع زميله، ويتم التفاعل بين المتعلمين في هذه الخطوة، حيث يتحدث كل اثنين معا، للوصول إلى اتفاق على إجابة السؤال إجابة أكثر تفردا وإقناعا.

الخطوة الرابعة: المشاركة Sharing: بعد أن ينتهي الوقت المحدد للمزاوجة يطلب المعلم من كل زوج من المتعلمين أن يشاركوا بقية الفصل تفكيرهما، وتنتقل المشاركة من زوج إلى زوج آخر بطرقة دائرية، ويتم تسجيل الاستجابات على السبورة أو شاشة العرض.

 الخطوة الخامسة: المراجعة: وفيها يعرض المعلم تعليقات المتعلمين ويراجعها، ويأخذ تصويتا عليها من جميع المتعلمين في الفصل، وبذلك تكون الإجابات أكبر قبولا، خاصة عند إعطائهم فرصة لمناقشة أفكارهم مع زملائهم، وتصحيح الأخطاء، ويتم قبول الإجابة الأكثر عقلانية، ثم يُعد ملخص مكتوب للأفكار (الديب ,321 ,2006)

كيفية تطبيق استراتيجية فكر زاوج شارك

يتم تطبيق الاستراتيجية على النحو التالي (سمعان، ١٢٤ :٢٠٠٥):

  1. تقسيم المتعلمين إلى مجموعات، تتكون كل مجموعة من أربعة متعلمين.
  2. يتم تحديد رقم لكل طالب من ١ إلى ٤، على أن يزاوج الطالبُ رقم ١ الطالبَ رقم ٢، والطالبُ رقم ٣ يزاوج الطالبَ رقم ٤.
  3. يتم تغيير الأزواج من آن إلى آخر؛ فالطالب رقم ١ يزاوج الطالب رقم ٤، والطالب رقم ٢ يزاوج الطالب رقم ٣ وهكذا،
  4. يتم السير في خطوات الاستراتيجية الخمس الواحدة تلو الأخرى، ويعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على جودة الأسئلة المطروحة من المعلم في الخطوة الأولى، حيث إن السؤال الذي يدعم التفكير الحقيقي الأصيل للتلاميذ هو الذي يساعد على نجاح بقية خطوات الاستراتيجية بصورة حقيقية


أدوار المعلم في استراتيجية فكر زاوج شارك

  • يمكن إيجاز أدوار المعلم في النقاط التالية (سمعان، ١٢٥ ،٢٠٠٥) (عبد الوهاب، ٢٠٠٥ ،١٤٢) (الديب، ٣٢١-٣٢٣ ،٢٠٠٦):

    1. يوفر بيئة تعليمية حرة خالية من المخاطر.
    2. يقسم الطلاب إلى فرق ويتكون كل فريق من أربعة أعضاء.
    3. يقوم بتحديد رقم لكل طالب داخل المجموعة من ٤ – ١.
    4. يخبر الطلاب بموضوع المناقشة.
    5. يُعدّ أسئلة مناسبة.
    6. يهئ الفرصة للمناقشة والتعاون بين الطلاب.
    7. يؤكد ضرورة عدم التحدث أو التجوال أثناء التفكير في الإجابة.
    8. يحدد فترة التفكير المنفرد لكل فرد من أفراد المجموعة.
    9. يحدد التلاميذ أثناء مرحلة المزاوجة.
    10. يمنح فرصة من الوقت ليناقش كل طالب زميله.
    11. يلاحظ أفراد المجموعة أثناء العمل.
    12. يطلب من الأزواج أن يشاركوا باقي الفصل بأفكارهم.
    13. يغير أرقام الأزواج من آن إلى آخر.
    14. يوجه الطلاب أثناء عملية المناقشة وتقديم التغذية الراجعة لهم.

إيجابيات استراتيجية/ فكر/ زاوج/ شارك

تُعد استراتيجية فكر/زاوج/شارك من الاستراتيجية التدريسية البسيطة، سهلة التنفيذ، والتي لها فوائد متعددة، 

لعل من أهمها ما يلي:

  1. تجمع بين مميزات التعلم التعاوني والتعليم التقليدي (الأعسر، ١٣٦ :١٩٩٨).
  2. تتمركز حول المتعلم، ومن ثم تتيح الفرصة لنشاط جميع المتعلمين في الموقف التعليمي
  3. تنمي قدرات المتعلمين على النقاش، والتفكير الجيد، والتعاون البناء، وتثري خبراتهم، وتحسن أنماط اتصالهم بالآخرين، وذلك في مرحلة (زاوج) (Cubitt, et al. , 1999: 1).
  4. تتيح فرصا لممارسة المتعلم مهارات التفكير لحل الأسئلة، والعصف الذهني للأفكار وتنقيحها قبل طرحها على بقية المتعلمين (الديب، ٣١٦ :٢٠٠٦).
  5. تعزز ثقة المتعلم في نفسه، وتزيد من مقدرته التعبيرية عن أفكاره، كما تنمي القابلية للمساءلة الفردية، والثقة في أفكار الآخرين (الديب، ٧٥ ،٢٠٠٥).
  6. تحسن التحصيل الأكاديمي وتوفر فرصة لارتقاء المهارات الاجتماعية (2001:164 ,Patricia & William)
  7. تصوب المفاهيم الخاطئة والأفكار البديلة لدى المتعلمين (Cohen, 1994)
  8. تُعد مدخلا مناسبا لحل المشكلات، ومناقشة مختلف القضايا، لتوفيرها بيئة تعليمية حرة خالية من المخاطر.
  9. تُعد أسلوب نقاش تعاوني، يتيح تفاعل المتعلمين ويشجعهم على المشاركة بنشاط، وبتفكير عميق، حيث تؤدي المشاركة إلى خلق جو من الإثارة، (Kee & Eng, 2004: 54).
  10. تشجع على مشاركة المعلمين الجدد في التعلم التعاوني، نظرا لقلة مخاطرها (1999, .Cubitt, et al)
  11. تسهم في تعزيز ثقة المتعلمين بأنفسهم، حيث تتيح مجالا لمشاركة جميع الطلاب في الفصل، وهو ما يتعذر تحقيقه عند استخدام الطريقة التقليدية (Gunter, 1999: 76)
  12. تشجع على المناقشات المطولة، والمشاركة الفعالة، حيث تتيح وقتا كافيا للتفكير، مما بحسن من نوعية استجابات المتعلم، كما تتيح له فرص التحقق من صحة إجابته بمناقشتها مع أفراد مجموعته بإلقائها على جميع الزملاء الآخرين في الفصل، الديب، ٣١٤ :٢٠٠٦).

سلبيات استراتيجية فكر زاوج شارك:

لكل طريقة من طرق التعلم النشط مزاياها وعيوبها وبالنسبة لطريقة فكر زاوج شارك يرى البعض أنها قد لا تظهر لنا الرأي الخاص الحقيقي للطالب فبعض الطلاب يميل للخجل، كما أنها قد تؤدي لعدم سماع آراء بعض الطلاب فبعض الطلاب يميل للراحة والاعتماد على الآخرين الأكثر نشاطاً، وهذه الصعوبات يستطيع المعلم تجاوزها بتفعيل كافة أنواع الطلاب لديه وإعطائهم الأسئلة المناسبة التي تحفزهم على التفكير والإجابة.

لكل معلم الحرية في تطبيق استراتيجية (فكر، زاوج، شارك)، وهذه الطريقة واحدة من أهم طرق التعلم التفاعلي التي كسرت روتين التعليم التقليدية القائم على التلقين، والتي تقوم بالدرجة الأولى على تفعيل التعاون والمشاركة بين الطلاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *